أهم ما يحتاجه طالب الدراسات العليا (ماجستير/دكتوراه) خلال مرحلة إعداد الرسالة؟
#من_تجربتي
أهم ما يحتاجه طالب الدراسات العليا (ماجستير/دكتوراه) خلال مرحلة إعداد الرسالة؟
نلاحظ أنّ كثيراً من طلاب الدراسات العليا في دول الشرق الأوسط والدول المشابهة لها يجتازون السنة الأولى (مرحلة المواد المقررة وامتحاناتها التقليدية أو المشاريع المصغرة) ولكنهم يعانون كثيراً في مرحلة إعداد الرسالة (لدرجة أن نسبة كبيرة ممن يصلون إلى هذه المرحلة يفشلون في إكمال رسائلهم ونيل درجاتهم أو يتأخرون لفترة طويلة قبل تحقيق هذا الهدف). يضاف إلى ذلك ضعف الإنجازات الأكاديمية عند الكثير منهم حتى بعد الحصول على درجة الدكتوراه. ولهذا الأمر أسباب عديدة سأناقش أهمها – من وجهة نظري ومن خلاصة تجربتي – في السطور القليلة التالية:
أولاً: المتابعة ثم المتابعة ثم المتابعة
غالباً ما يكون لدى طالب الدراسات العليا العديد من الالتزامات الأخرى على الصعيد المالي والعائلي، لذا فلن يكون بحث الماجستير/الدكتوراه هو الأولوية الملحة الوحيدة التي تشغل باله وتستنفد طاقته، بل غالباً ما يتراجع ترتيبها إلى المرتبة الثالثة أو حتى أبعد من ذلك. ولهذا فإن المتابعة الدائمة والدورية (بشكل أسبوعي أو كل أسبوعين على أقصى تقدير) من قِبل المشرفين، لها – برأيي – الأثر الأكبر في إتمام رسالة البحث
(system) ثانياً:وجود نظام في الجامعة
يجبر طالب الدراسات العليا ومشرفيه على الالتزام بخطة عمل واضحة وتوثيق متابعتها على نحوٍ شهري كأقصى حد، بالإضافة لتحديد مواعيد لقاءات التقييم المرحلية التي يحضرها مدقق خارجي غير المشرفين الأساسيين يعد تقريره و يقدمه للجامعة لكي يوضح التقدم الذي أحرزه الطالب.
ثالثاً: وجود جدول زمني واضح
يقسم مشروع الماجستير/الدكتوراه إلى نقاط إنجاز أساسية (milestones) ويدير التوقعات بطريقة صحيحة. ويحتوي تفاصيل عن الخطة المبدئية لهيكلية الرسالة وعناوين الفصول الرئيسية والفرعية وعدد الكلمات المتوقع كتابتها (بشكل تقديري) لكل فصل. كمان يجب تضمين مهام الكتابة ضمن جميع مراحل الخطة وعدم تركها للنهاية.
رابعاً: معايير الانضباط الذاتي
التي يفرضها طالب الدراسات العليا على نفسه ومحاولته الدائمة لترتيب الأولويات وتحقيق التوازن بين البحث العلمي والعمل والعائلة والطموحات ومشاغل الحياة الأخرى
خامساً: وجود برنامج متكامل لتطوير المهارات الأكاديمية
يبدأ بتقييم الاحتياجات التدريبية والمهارية المختلفة لكل طالب، ووضع خطة تطوير شاملة تتم المصادقة عليها ومتابعتها من قبل المشرفين، ودعمها وإيجاد وورش العمل والتدريبات والفرص المناسبة لها من قبل الجامعة. هذه الخطة يمكن أن تغطي عدد كبير من الجوانب ويتم تنفيذها بطرق ومنهجيات وأدوات مختلفة. تشمل على سبيل المثال لا الحصر، منهجيات البحث العلمي، وطرق جمع البيانات الكمية والنوعية وتحليلها، والكتابة الأكاديمية، ونشر الأبحاث، وطرائق التعليم، والمشاركة في المؤتمرات العلمية، وتطوير المهارات المناسبة لسوق العمل، والمهارات الناعمة (soft skills) والكثير من الجوانب الأخرى
وهذا البرنامج سيكون له دور كبير على المستوى الأكاديمي للباحث خلال مرحلة الدكتوراه وما بعدها، ويجب أن يتحول إلى عملية تطوير مستمرة
Continuous Academic Development (CPD)
سادساً: تأمين مستلزمات البحث العلمي الأساسية
كوجود مكتبة فيزيائية وإلكترونية توفر للباحث إمكانية الوصول إلى الكتب والمقالات والمصادر والمراجع التي يحتاجها. بالإضافة لبرامج تحليل البيانات وغيرها مما يحتاجه الطالب كالمخابر التخصصية المتطورة مثلاً
وأخيراً فإن مرحلة الدراسات العليا هي مرحلة صعبة ومليئة بالتحديات وتحتاج الكثير من الصبر والمصابرة
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق وتحقيق الأهداف والسعادة والنجاح
نضال عجاج
https://www.linkedin.com/in/nidal-ajaj